عقيدة
عصمة البابا من الغلط

"إن البابا هو معصوم من الغلط حين يتكلم من منصبه التعليمي"مجمع القسطنينية869- 870، ليون1274، فلورانس1438- 1445م.

          إن الحبر الروماني حين يتكلم من منصبه التعليمي أي حين يقوم بوظيفة راعي المسيحيين ومعلمهم جميعاً، ويحدد بسلطانه الأعلى تعليماً في الإيمان والآداب يتعين على الكنيسة بأسرها الأخذ به، عندئذ يكون بمعونة من الله ما وعده بها في شخص القديس بطرس، معصوماً من الغلط، تلك العصمة التي أراد المخلص الإلهي أن يزود بها كنيسته في تحديد التعليم الخاص بالإيمان والآداب.

شرح وتعليق:

1.  إن تحديد العصمة هنا موجه فقط إلى التعليم الخاص أو الإعلان العقائدي الذي يوجهه الكرسي الرسولي بصفته الراعي والمعلم الوحيد نائب السيد المسيح وخليفة القديس بطرس الرسول.

2.  شرط العصمة أن يتكلم البابا من منصة التعليم بوصفه راعي المؤمنين ومعلمهم جميعاً، بقوة سلطانه الرسولي الأعلى. وهذا يختلف حين يتكلم كلاهوتي فرد أو كأسقف أبرشية فليس بمعصوم من الغلط. بالتالي شرط العصمة هو أن يكون في نيته إصدار قرار نهائي رسمي في الإيمان والآداب يلزم المؤمنين جميعهم.

3.  سبب هذه العصمة هو المساعدة الفائقة الطبيعة التي يقوم بها الروح القدس ليصون معلم الكنيسة الأعلى من الخطأ. فالروح يحول دون أن يتخذ المعصوم قراراً مخطئاً، ويحدده ما لزم ذلك بالمقدار اللازم بنعم داخلية وخارجية كمساعدة وليس كإلهام أو بوحي ليحول دون وقوعه في الضلال، ذلك في بعض الظروف.

4.    ينتج عن العصمة أن القرارات المتخذة من منصة التعليم لا تعدل أو تصلح.

5.  معنى العصمة هي قول الحقيقة عن يسوع والله قولاً أكيداً يكفله روح الرب حسب القول المذكور بإنجيل القديس متى (28/20). إذا عندما توجد الأمانة للإيمان الرسولي مهددة بشكل خطير فإن إسعاف الروح يعبر من خلال تصريحات عقائدية أو أدبية مشهود لها أنها متوافقة وشهادة الرسل أنفسهم، فالذين صاغوها كانوا يقولون الحقيقة إذن دونما خطأ، وهذا يعني أن حكمهم لم يضل البتة، بفضل الروح الذي كان يرشدهم. لقد فاه آباء مجمع خلقدونية بهذا" إنه إيمان الرسل!...لقد تكلم بطرس بفم لاون!...إنه الإيمان الصحيح!"، معترفين هكذا بأن كتاب لاون بابا السدة البطرسية آنذاك يعلن دون غلط الإيمان المشترك. فالبابا لا يخلق الحقيقة، فليس هو ما يضفي على التصريح أو التحديد شرعيته، بل يظهره للعيان أجمعين.

ومعناها أيضاً أن بابا الكرسي الروماني هو الساهر على وحدة الكنيسة والإيمان والشركة ضد من تسول له نفسه ضد الوحدة والإيمان.

 

 

 

براهين من الكتاب المقدس:

1.  "وأنا أقول: أنت صخر وعلى الصخر هذا سأبني كنيستي، فلن يقوى عليها سلطان الموت"(مت16/ 18). وضع السيد المسيح القديس بطرس أساساً لكنيسته، حفظاً لوحدتها وثباتها، ووعدها بالبقاء على الدوام، ولا سبيل لذلك بدون الإيمان الصحيح، وبالتالي فالقديس بطرس وخليفته معلم الكنيسة الأعلى. وبالتالي يجب أن يكون عندما يعلن حقائق الإيمان رسمياً معصوماً من الغلط هو شخصياً وكل خلفائه.

2.  "يا سمعان ابن يونا أتحبني أكثر مما يحبني هؤلاء؟ قال له: نعم يارب أنت تعلم أني أحبك حباً شديداً، قال له: أرع حملاني..."،(يوحنا21/ 15- 17). أقام المسيح القديس بطرس وخلفائه راعياً أعلى لكل قطيعه، ولما كانت وظيفة الرعايا العليا تقتضي تعليم الحقائق المسيحية والصيانة فيها من الضلال وجب ألا يكون عرضة للضلال في ممارسة وظيفته التعليمية الأعلى.

3.  "ولكني دعوت لك ألا تفقد أيمانك. وأنت ثبت إخوانك متى رجعت..."(لو22/ 31- 32). صلى المسيح من أجل بطرس، وعهد إليه بتثبيت أخوته في الإيمان أي صفة الرئاسة فالخطر الذي يتهدد الإيمان في كل وقت يتطلب دوماً من رأس الكنيسة أن يسهر ويقوي إيمان أولئك الذين عهد أمرهم إليه، وهو يحتاج ليقوم بهذا الواجب قياماً فعالاً، إلى العصمة في أمور الإيمان والآداب.

براهين من التقليد:

·        يشهد القديس أغناطيوس الأنطاكي في رسالته إلى مسيحي روما: "بأنهم أطهار من كل عنصر غريب". وهو لا يحذرهم مثل غيرهم من الكنائس.

·        القديس إيرناوس: ينظر إلى إيمان الكنيسة الرومانية على أنه دستور الكنائس كلها: "على كل كنيسة أن تكون على أتفاق مع هذه الكنيسة بسبب ما لها من المقام الخاص. ففيها دائماً حفظ تعليم الرسل على صفائه" فهولاء هم الرومانيين الذين مدح بولس الرسول إيمانهم قائلاً: "إيمانكم يعلن في العالم كله"،(رومية1/ 8).

·        القديس ايرونيموس يلجأ إلى البابا القديس داماسيوس صاحب السدة البطرسية ليطلب منه حلاً في قضية هي سبب تنازع في الشرق قائلا "عندكم وحدكم محفوظ ارث الآباء دون فساد".

·        القديس أوغسطينوس: رأى في حكم البابا القديس اينوشنسيوس الأول القول في الفصل في الجدل البلاجي "لقد أرسلت قرارات المجمعين في هذه القضية إلى الكرسي الرسولي ومن الكرسي الرسولي جاءت الأجوبة وانتهت القضية  ليت الضلال أيضاً ينتهي".

·        القديس بطرس كريسولوغوس: يدعوا أوطيخا إلى الخضوع لحكم أسقف روما قائلاً له: "هو القديس بطرس لا يزال حياً يرأس على كرسيه الحبري ويهدي إلى الإيمان الصحيح هؤلاء الذين يسعون إليه".

·                   القديس هرفوداس 519م معلقاً على (مت16/18)، "إن الدين الكاثوليكي حفظ دائماً بدون شائبة في الكرسي الرسولي".

م ملاحظة:

خلو الكنيسة الرومانية من الضلال بجانب صحة تعليمها، والأخذ بحكمها في القضايا العقائدية والأدبية دليل أكيد على عصمة أسقفها ومعلمها من الغلط.

اعاعتراضات:

يقول قائل: توجد أخطاء يذكرها التاريخ بالسدة البطرسية، فما هو ردك؟

ورداً نقول: إن هذه الأخطاء لا تمس العقيدة أو الآداب(اللاهوت الأدبي)، إذ لم يدر فيها في حال من الأحوال قرار حقيقي من منصة التعليم.

 الأب/ مجدي فوزي



Leave a Reply.