مريم العذراء المنزهة عن الخطيئة الأصلية
أفكار خاطئة :
v يقول البعض أنه يننقصد بعقيدة الحبل بلا دنس أي الحبل بيسوع نفسه
v والبعض يقول الحبل بلا دنس يعنى دون تدخل رجل 0
v والآخرون أن الحبل بلا دنس يُقصد به تساوي السيد المسيح بالعذراء مريم 0
وأخيراً قد تم تقديس مريم من الدنس لحظة البشارة 0
أولاً : نص العقيدة الكاثوليكية : -
إن العقيدة الكاثوليكية لم تقل الأفكار السابقة، وفيما يلي نص العقيدة التي أعلنها البابا بيوس التاسع8/12/1854 م:
" نُعلن ونحكم ونُحدد أن التعليم القائل بأن مريم العذراء الطوباوية، منذ اللحظة الأولى من الحبل بها، بنعمة وحظوة فريدة من الله القدير ، ونظراً إلى اسـتحقاقات يسوع المسيح مخلص الجـنس البشري حفظت سالمة من كل وصمة الخطيـئة الأصليـة هو تعليم أوحي به من الله، وأنّ على جميع المؤمـنين أن يؤمنوا به إيماناً ثابـتـاً ودائمـاً0
ولذلك فإن كان هناك، معاذ الله، مَن تجـاسـروا على تغذيـة مشـاعر تخالف ما حـددنا فليعلموا يقيناً أنهم يحكمون على أنـفسهم وأنهم حـادوا عن الإيمان وانفصلوا عن وحدة الكنيسة، وأنهم، بسبب ذلك يجلبون أيضاً على أنفسهم العقوبات المنصوص عليها في الشرع، إن جرؤوا على الكشف، بالكلام أو الكتابة أو بأية علامة خارجية، عن أفكارهم الباطنية "0
تعليق
يوضح نص العقيدة السابق
v أن الأمر يخص تكوين مريم العذراء في بطن أمها وليس تكوين يسوع 0
v لم تعتبر الكنيسة الفعل الزوجي دنس خطيئة0
v العقيدة الكاثوليكية لم تنفي أن مريم العذراء هي ثمرة علاقة زوجية بين أمها القديسة حنة وأبوها يواقيم 0
v ُينسب للعقيدة الكاثوليكية ما لم تقله، أن مريم العذراء بريئة من دنس الخطيئة ولا تحتاج المخلص، باستحقاقات الفادي، فلا يوجد من يستغني عن خلاص يسوع0 إذ هذا بمـثابة امتياز طبق على مريم العذراء بطريقة مُسبقة باستحقاقات الفداء في داخل الجنس البشري، ونظراً لأمومتها طبق عليها عملية الفداء
v يوجد تقديس حدث لمريم العذراء منذ اللحظة الأولى التي تكونت فيها في بطن القديسة حنة 0
v تم تطهير أو وقاية مريم العذراء من دنس الخـطيئة الأصلية كهبة من الله وبغير استحقاق مريم كتدبير استثنائي.
v الفاعل هو الله! لماذا؟ لأنها سوف تكون أم الله، وبـسـبب دورها في الأمومة الإلهية باستحقاقات مسبقة للفادي الوحيد يسوع المـسيح فادي الجنس البشري0
ثانياً: اللاهوت الكتابي:-
يُطرح السؤال الآتي: ما هـو الأساس الكتابي الذي بسببه تحدد كنيسة هذه العقيدة على هذا النوع؟
1. " أجعل عداوة بينك وبين المرأة ونسلك ونسلها فهو يسحق رأسك وأنتِ تسحقين عقبهٌ "0 ( تك3: 15 ).
v عداوة بين الشيطان والمرأة، بين نسل الحية ونسل المرأة، ومريم هي المرأة ونسل المرأة هو المسيح بن مريم، وقبل العداوة بين المسيح والشيطان، تقوم أولاً العداوة بين مريم والحية0 فمريم تشترك في محاربة الشيطان، وستشاركه أيضاً الأنتصار0 فالشيطان يقتل البشرية، ومريم تعلن عليه حرباً بطهارتها، فهي غير مقهورة وغير خاضعة له0 وبالتالي إذا كانت الصداقة مع إبليس قوامها الشر، فعكس ذلك القداسة وهي عداوة إبليس.
v وقد استخدم الله المرأة، نفس أداة الشيطان، ليـهزم الشيطان، فإن كان الشيطان استخدمها للموت فالله أستخدمها للحياة0
v إن العداوة كاملة والانتصار كامل سعيد، والعداوة الكاملة تستلزم بالضرورة ألا تكون المرأة تحت سطوة الشيطان ولو لحظة واحدة 0
2. " كالعوسج بين الشوك " (نشيد2: 2)0 فمريمتختلف عن ما حولها فهم شوك (خطاة) أما هي فعوسج وهذا دليل طهارتها0
3. " السـلام عليكِ يا ممتلئة" ،(لو1: 28)0
" خـيرا كاخريتومانا "إن اللفظ اليوناني السابق مكتوب بصيغـة الزجل أو الجناس وترجمته كالتالي: ( فيضي فرحاً يا فيض النعمة)0ويمكن ترجمته حرفياً كالتالي ( أفرحي يا من كانت وسـتبقى ممتلئة نعمة)0
v إن اللفظ اليوناني السابق ذكر في صيغة الماضي التام المـستمر، أو بمعنى أدق استعمال الصيغة المشبهة بمعزل عن الزمان والمكان0 وهذا يختلف عن الزمن المضارع والمستقبل والماضي0
v في حالة زمن المضارعكان يلزم القول :(خريتومانا ) بـدون ( كى )0
v فـي حالـة زمـن الماضـي القريب يلزم القول:
فلفظة تعبر عن القداسة التي تـنفرد وتتمتع بها العذراء كاملة الطهر وهذا ما يريد اوي أن يثبته، وقد صانت النعمة مريم من السقوط في الخطيئة الأصلية وأن هذه الـنعمة ليست ضد الطبيعة البشـرية، لـكــنـها ضـد الخطيئة، هذه الـنعمة لم تطهر مريم بل صانـتها فهي في فكر الذي أعدها لتكون أمـا لابنه، والفرق بين امتلاء المسيح وامتلاء مريم هو أن امتلاء المسيح متطلب من ذاته أما امتلاء مريم فهو غير متطلب من ذاته لكنه لأجل استحقاقات يسوع المسيح، فهي ملأت نعمه لتكون قريـبـة من صاحب النعمه0
v والتوازي في فعل الماضي التام المستمر بعبارة مباركة أنتِ في النساء ومباركة ثمرة بطنك تعني
v أن ثمرة بطن مريم خالي من الخطيئة وتعني عصمتها من الخطيئة0
v المسيح وحده مملؤ نعمه ( يو1- 14: 16) وقد اشـتركت والدته بهذا كمنحة خاصة من الله 0
ثالثاً: أباء الكنيسة: -
v كيرلس الإسكندري: "من سمع قط أن أحد مهرة المهـندسـين بعد أن يشـيد بيتاً خاصاً به،يعطي أولاً لعدوه الألد حق الـتملك والإسـتيلاء عليه"0
v هيبوليتس الرومـاني: " إن الرب من غـير فساد، من حيث هو إنسان، من شجرة غير فاسدة أي من العذراء والروح القدس"0
v إيرناوس:" الطاهر يخرج من أحشاء طاهرة التي أوجدها هو نفسه طاهرة "
v صفرونيوس 640م:" القديسون الذين ظهروا قبلها كثيرين فما من أحد فـيـهم كان ممتلئاً نعمة ولا أحد كامل القداسـة مـثلها ولا أحد تطهر قبلها مثلها، فهي تطهرت قبل الوصمة أما هم فبعد الوصمة" 0
v مار أفرام: " العذراء طاهرة كلية، نقيـة كلية، بلا خطيئة كلية، بلا لوم كلية، نزيهة، طوباوية، سفينة مقدسة"0
"إن مريم لم تقترف أي إثم ولم تقع في الخطيئة لأن نعمة الله ملأتها منذ تكوينها"
رابعاً:نظرة إسلامية :(DC أحاديث شريفة، حديث رقم 4363)
" ما من مولود يولد إلا نخـسه الشيطان فيسـتهل صارخاً من نخسـة الشيطان إلا ابن مريم وأمه"0هذا الحديث أساسه في صورة آ ل عمران36 " فلما وضعـتها قالت ربّ إني وضعـتها أنثى والله أعـلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريـتهـا من الشيطن الرجيم"0
أن تكون آية قرآنية وحديث بهذا المعنى، هما بمثابة صدى للإيمان المسيحي الذي كان موجوداً بالجـزيرة العربية بزمن محمد وقبل تحديد العقيدة بألف سنة0
لقد كان + ق 4م دين الدولة المسيحية، وكان للأباطرة دور في المسيحية. وبسـبب ذلك كان يـتم نفي الهراطقة إلى الجزيرة العربـية، هؤلاء الهراطقة كانوا يحمون معهم بض التعاليم الصحيحة وبسبب وجودهم أثروا في نشرها وقبولها 0كما أنه يعلمنا التاريخ أن محمداً بسـبب تجارته بين اليمن والشام كان يمر ويسكن ببعض الأديرة ويتطلع بما لديهم0
وهذا يطلعنا أن إيمان الكنيـسة بشتى ربوعها في ذلك الزمن كان لديها نفس التعليم بخصوص عقـيدة حبل مريم بلا دنس.
خامساً: أدلة وبراهين عقلية:
v اللـه ليس بشيء مستحيل على الله، فهو القادر على كل شيء، وقد كان من اللائق بمكانة مريم بإعتبارها أم الفادي، أن يحدث ذلك0
v هو الطهر بالذات يجب أن يخصص لأبنه أماً طاهرة، فهو قدوس وقادرعلى كلّ شيء فباستطاعته أن يصون من يريد من الخطيـئة الأصلية، بقدرته يسـتطيع أن يختار أماً بغـير عيب وإذا كان الله فعل ذلك مع أرميا ( أر1: 5)، حواء ( تك1 ، 2)، يوحنا المعمدان ( لو1- 15 ، 41)0 ألا تفوق مريم أمه كل حدود أيعقل أنه يمنح النعمة لهؤلاء ولا يمنحها لأمـه، أيعقل أن يـطهرهم ويترك أمه لحظة تحت حكم الخطيئة، فهل يعقل أن تكون أم الإله أقل منزلة من الملائكة أو من بعض الأنبياء ؟؟؟
v مريم وسيط بين الله والبشر، وهي أم المسيح الذي يهب الفداء، فهي والدته لتكون خلاصاً للبشر، إذ لابد أن يكون الوسـيط ذو حظـوة خاصة، ولا يجب أن يكون بينه وبين صاحب العفو هفوة واحدة، أو أدنى اشتراك في عداوة، ولذلك فهي وسيطة صالحة لطهارتها، وصداقتها مع الله، وبراءتها منذ اللحظة الأولى0
v إن مريم تخضـع للكلمة الإلهية، لكنها لا تخضع للقانون العام الذي يسري على الولادة بين البشر كونها أم الله، فهي على مثال أبيها السماوي، حُفِظَت من الخطيئة ليس لها بل لابنها، إذ لم يكن أن يولد الله في إطار الزمن إلا من أم قديسة لأن الله كُليّ القداسة0
v إذا كان الإنسان الأول عرقل بخطيئة خطـة الله بـشأن الإنسان الكامل فكان لابد صوناً لشرف الله مـن خليقة بشرية تحقق من جديد فكـرة الله المـثالية في الإنسـان الكامل، فقضى الله بمريم أن تكون تلك الخليقة0
v كان الله لإصلاح طبيعتنا وتقويمها بروائح الإتحاد الأقـنومي ينـتظر عوناً جديراً وهذا هو أمر أمه مريم0 سادساً: أبعاد وفـوائـد الحبـل بلا دنس
v إمتياز مريم هو كنز الجميع، وهو يتناسب وشيء في طبيعتنا ألا وهو الميل إلى ما هو سلـيم وكامل، بفضل مريم لم نجهل نعم الفردوس، ومن نقائها نتعلم قيمة النقاء المستعاد0
v الحبل بلا دنس شهادة لنا على أن الشر لن ينتصب في وجه الله فالخطيئة أمر يمكن تجاوزه، ولا يمكنها أن تفـسد التدبير الإلهي، وإن عرقلت كثيراً تجاوب الإنسان0
v العذراء فرد من البشرية اشـتركت في التدبير الإلهي، وهذا إشارة وتأكـيد على أن في أعماق الإنسان صورة الله الذي ظهر في العذراء لذلك لا يجب أن نحتقر أحد لوجود صورة الله التي ستحقق كل يوم0
v العذراء مثال لنا كي نتخطى الخطيئة الأصلية، هي شفيعة في ضعفنا فنحن مشتركون معها في أننا سنحيا0
v مريم سبقتنا بنيل النعمة، ونحن سننال النعمة لاحقاً، باتحادنا الحي بيسـوع المسيح " ننال نعمة فوق نعمة"( يو1: 16) 0
v أن نقول نعم كما قالت العذراء لله رغم صعوبتها، فالحبل لا دنس استيلاء الله بالكامل على الشخص0
v اشتركت مريم بطبيعتها في تدبير الله وهذا يلزمنا مجهود كبـير كي نشترك في التدبـير الإلهي بأن نتطهر ونتخلص من ما هو سيئ وسلبي في طبيعتنا0
v عالمنا في حاجة للتوبة، والحال إن العذراء المنزهة عن كل خطيئة تذكرنا بهذه الحاجة الأساسية إنها تقول لنا صلوا للخطاة، تعالوا اغتسلوا، تطهروا، عيشوا الحياة الجديدة، توبـوا، أمنوا.
سابعاً: رأي غـير الكاثوليك:-
v لم يتخطى الأرثوذكس القرن السـادس، ووقفـوا محافظين على التقلـيد، ولم يجددوا أفكارهم ومعتقداتهم وإيمانهم، فهو إيمـان القرن السـادس، لذلك نجـد كل الإكرام والتقديس والتبجيل للعذراء مريم حتى القرن السادس، وفي العصور الوسـطى لم يكن لها أيـة دور أو مناقشة حول العذراء مريم الحبل بلا دنس0 وإن كانت تعترف في القرون الأولى بقداستها وطهارتها لذلك ما أن أعلن البابـا بيوس التاسـع 1854م عقيدة الحبل بلا دنس، حتى أعتبرها الأقباط الأرثوذكس مشكلة، وبدأوا يحاربونها بشكل مباشر، لمجـرد اسمها الحبل بلا دنس بالرغم من أن صلواتهم دلـت في الأجبية وشهر كيهك المبارك على هذه العقيدة0
ويرجع سبب الرفض للآتي: -
v عـدم اسـتيعاب ما يقصده الكاثوليك بعقيدة الحبل بلا دنـس، إذ كيف يكون الحبل بلا دنـس، وهي مـولودة من أب وأم؟ إذ الفعل الزوجي في نظرهم يعتبر دنـس0 فقد اعتقدوا أن الكاثـوليك يقولون أنهـا حبل بها بدون زرع بشر مثل المسيح !!!!!!
v توهم البعض أن العقيدة نـابعة من ظهور عـذراء لورد بفرنسا لبرناديت سوبيروس سنة 1858م إذ عندما سـألتها الفـتـاة عن اسـمها قالت " أنا الحبل بـلا دنس" في حين أن العقيدة معلنة قبل الظهور بأربعة سنوات0
v لم يفهم البعض كيف تم فداء مريم المسبق وقالوا أنها بهذا الشكل غـير مفتداة0
v يقول البعض أنه يجب أن تشمل الخطيئة كل الجنس البشري ومريم أيضاً.ً
v في ذهن بعض غير الكاثوليك أنه لا يجب أن نضيف على العقيدة والكاثوليك لم يضيفوا بالفعل لكنهم حددوا العقيدة وأعلنوها لأنها موجودة قبل الإعلان كما وضحن، فالعقيدة لا تخترع لكنها تعلن وتحدد من قبل البابا0
الأب/ مجدي فوزي
راعى كنيسه الشهيد العظيم مارجرجس الكاثوليك
الشورانية
أفكار خاطئة :
v يقول البعض أنه يننقصد بعقيدة الحبل بلا دنس أي الحبل بيسوع نفسه
v والبعض يقول الحبل بلا دنس يعنى دون تدخل رجل 0
v والآخرون أن الحبل بلا دنس يُقصد به تساوي السيد المسيح بالعذراء مريم 0
وأخيراً قد تم تقديس مريم من الدنس لحظة البشارة 0
أولاً : نص العقيدة الكاثوليكية : -
إن العقيدة الكاثوليكية لم تقل الأفكار السابقة، وفيما يلي نص العقيدة التي أعلنها البابا بيوس التاسع8/12/1854 م:
" نُعلن ونحكم ونُحدد أن التعليم القائل بأن مريم العذراء الطوباوية، منذ اللحظة الأولى من الحبل بها، بنعمة وحظوة فريدة من الله القدير ، ونظراً إلى اسـتحقاقات يسوع المسيح مخلص الجـنس البشري حفظت سالمة من كل وصمة الخطيـئة الأصليـة هو تعليم أوحي به من الله، وأنّ على جميع المؤمـنين أن يؤمنوا به إيماناً ثابـتـاً ودائمـاً0
ولذلك فإن كان هناك، معاذ الله، مَن تجـاسـروا على تغذيـة مشـاعر تخالف ما حـددنا فليعلموا يقيناً أنهم يحكمون على أنـفسهم وأنهم حـادوا عن الإيمان وانفصلوا عن وحدة الكنيسة، وأنهم، بسبب ذلك يجلبون أيضاً على أنفسهم العقوبات المنصوص عليها في الشرع، إن جرؤوا على الكشف، بالكلام أو الكتابة أو بأية علامة خارجية، عن أفكارهم الباطنية "0
تعليق
يوضح نص العقيدة السابق
v أن الأمر يخص تكوين مريم العذراء في بطن أمها وليس تكوين يسوع 0
v لم تعتبر الكنيسة الفعل الزوجي دنس خطيئة0
v العقيدة الكاثوليكية لم تنفي أن مريم العذراء هي ثمرة علاقة زوجية بين أمها القديسة حنة وأبوها يواقيم 0
v ُينسب للعقيدة الكاثوليكية ما لم تقله، أن مريم العذراء بريئة من دنس الخطيئة ولا تحتاج المخلص، باستحقاقات الفادي، فلا يوجد من يستغني عن خلاص يسوع0 إذ هذا بمـثابة امتياز طبق على مريم العذراء بطريقة مُسبقة باستحقاقات الفداء في داخل الجنس البشري، ونظراً لأمومتها طبق عليها عملية الفداء
v يوجد تقديس حدث لمريم العذراء منذ اللحظة الأولى التي تكونت فيها في بطن القديسة حنة 0
v تم تطهير أو وقاية مريم العذراء من دنس الخـطيئة الأصلية كهبة من الله وبغير استحقاق مريم كتدبير استثنائي.
v الفاعل هو الله! لماذا؟ لأنها سوف تكون أم الله، وبـسـبب دورها في الأمومة الإلهية باستحقاقات مسبقة للفادي الوحيد يسوع المـسيح فادي الجنس البشري0
ثانياً: اللاهوت الكتابي:-
يُطرح السؤال الآتي: ما هـو الأساس الكتابي الذي بسببه تحدد كنيسة هذه العقيدة على هذا النوع؟
1. " أجعل عداوة بينك وبين المرأة ونسلك ونسلها فهو يسحق رأسك وأنتِ تسحقين عقبهٌ "0 ( تك3: 15 ).
v عداوة بين الشيطان والمرأة، بين نسل الحية ونسل المرأة، ومريم هي المرأة ونسل المرأة هو المسيح بن مريم، وقبل العداوة بين المسيح والشيطان، تقوم أولاً العداوة بين مريم والحية0 فمريم تشترك في محاربة الشيطان، وستشاركه أيضاً الأنتصار0 فالشيطان يقتل البشرية، ومريم تعلن عليه حرباً بطهارتها، فهي غير مقهورة وغير خاضعة له0 وبالتالي إذا كانت الصداقة مع إبليس قوامها الشر، فعكس ذلك القداسة وهي عداوة إبليس.
v وقد استخدم الله المرأة، نفس أداة الشيطان، ليـهزم الشيطان، فإن كان الشيطان استخدمها للموت فالله أستخدمها للحياة0
v إن العداوة كاملة والانتصار كامل سعيد، والعداوة الكاملة تستلزم بالضرورة ألا تكون المرأة تحت سطوة الشيطان ولو لحظة واحدة 0
2. " كالعوسج بين الشوك " (نشيد2: 2)0 فمريمتختلف عن ما حولها فهم شوك (خطاة) أما هي فعوسج وهذا دليل طهارتها0
3. " السـلام عليكِ يا ممتلئة" ،(لو1: 28)0
" خـيرا كاخريتومانا "إن اللفظ اليوناني السابق مكتوب بصيغـة الزجل أو الجناس وترجمته كالتالي: ( فيضي فرحاً يا فيض النعمة)0ويمكن ترجمته حرفياً كالتالي ( أفرحي يا من كانت وسـتبقى ممتلئة نعمة)0
v إن اللفظ اليوناني السابق ذكر في صيغة الماضي التام المـستمر، أو بمعنى أدق استعمال الصيغة المشبهة بمعزل عن الزمان والمكان0 وهذا يختلف عن الزمن المضارع والمستقبل والماضي0
v في حالة زمن المضارعكان يلزم القول :(خريتومانا ) بـدون ( كى )0
v فـي حالـة زمـن الماضـي القريب يلزم القول:
فلفظة تعبر عن القداسة التي تـنفرد وتتمتع بها العذراء كاملة الطهر وهذا ما يريد اوي أن يثبته، وقد صانت النعمة مريم من السقوط في الخطيئة الأصلية وأن هذه الـنعمة ليست ضد الطبيعة البشـرية، لـكــنـها ضـد الخطيئة، هذه الـنعمة لم تطهر مريم بل صانـتها فهي في فكر الذي أعدها لتكون أمـا لابنه، والفرق بين امتلاء المسيح وامتلاء مريم هو أن امتلاء المسيح متطلب من ذاته أما امتلاء مريم فهو غير متطلب من ذاته لكنه لأجل استحقاقات يسوع المسيح، فهي ملأت نعمه لتكون قريـبـة من صاحب النعمه0
v والتوازي في فعل الماضي التام المستمر بعبارة مباركة أنتِ في النساء ومباركة ثمرة بطنك تعني
v أن ثمرة بطن مريم خالي من الخطيئة وتعني عصمتها من الخطيئة0
v المسيح وحده مملؤ نعمه ( يو1- 14: 16) وقد اشـتركت والدته بهذا كمنحة خاصة من الله 0
ثالثاً: أباء الكنيسة: -
v كيرلس الإسكندري: "من سمع قط أن أحد مهرة المهـندسـين بعد أن يشـيد بيتاً خاصاً به،يعطي أولاً لعدوه الألد حق الـتملك والإسـتيلاء عليه"0
v هيبوليتس الرومـاني: " إن الرب من غـير فساد، من حيث هو إنسان، من شجرة غير فاسدة أي من العذراء والروح القدس"0
v إيرناوس:" الطاهر يخرج من أحشاء طاهرة التي أوجدها هو نفسه طاهرة "
v صفرونيوس 640م:" القديسون الذين ظهروا قبلها كثيرين فما من أحد فـيـهم كان ممتلئاً نعمة ولا أحد كامل القداسـة مـثلها ولا أحد تطهر قبلها مثلها، فهي تطهرت قبل الوصمة أما هم فبعد الوصمة" 0
v مار أفرام: " العذراء طاهرة كلية، نقيـة كلية، بلا خطيئة كلية، بلا لوم كلية، نزيهة، طوباوية، سفينة مقدسة"0
"إن مريم لم تقترف أي إثم ولم تقع في الخطيئة لأن نعمة الله ملأتها منذ تكوينها"
رابعاً:نظرة إسلامية :(DC أحاديث شريفة، حديث رقم 4363)
" ما من مولود يولد إلا نخـسه الشيطان فيسـتهل صارخاً من نخسـة الشيطان إلا ابن مريم وأمه"0هذا الحديث أساسه في صورة آ ل عمران36 " فلما وضعـتها قالت ربّ إني وضعـتها أنثى والله أعـلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريـتهـا من الشيطن الرجيم"0
أن تكون آية قرآنية وحديث بهذا المعنى، هما بمثابة صدى للإيمان المسيحي الذي كان موجوداً بالجـزيرة العربية بزمن محمد وقبل تحديد العقيدة بألف سنة0
لقد كان + ق 4م دين الدولة المسيحية، وكان للأباطرة دور في المسيحية. وبسـبب ذلك كان يـتم نفي الهراطقة إلى الجزيرة العربـية، هؤلاء الهراطقة كانوا يحمون معهم بض التعاليم الصحيحة وبسبب وجودهم أثروا في نشرها وقبولها 0كما أنه يعلمنا التاريخ أن محمداً بسـبب تجارته بين اليمن والشام كان يمر ويسكن ببعض الأديرة ويتطلع بما لديهم0
وهذا يطلعنا أن إيمان الكنيـسة بشتى ربوعها في ذلك الزمن كان لديها نفس التعليم بخصوص عقـيدة حبل مريم بلا دنس.
خامساً: أدلة وبراهين عقلية:
v اللـه ليس بشيء مستحيل على الله، فهو القادر على كل شيء، وقد كان من اللائق بمكانة مريم بإعتبارها أم الفادي، أن يحدث ذلك0
v هو الطهر بالذات يجب أن يخصص لأبنه أماً طاهرة، فهو قدوس وقادرعلى كلّ شيء فباستطاعته أن يصون من يريد من الخطيـئة الأصلية، بقدرته يسـتطيع أن يختار أماً بغـير عيب وإذا كان الله فعل ذلك مع أرميا ( أر1: 5)، حواء ( تك1 ، 2)، يوحنا المعمدان ( لو1- 15 ، 41)0 ألا تفوق مريم أمه كل حدود أيعقل أنه يمنح النعمة لهؤلاء ولا يمنحها لأمـه، أيعقل أن يـطهرهم ويترك أمه لحظة تحت حكم الخطيئة، فهل يعقل أن تكون أم الإله أقل منزلة من الملائكة أو من بعض الأنبياء ؟؟؟
v مريم وسيط بين الله والبشر، وهي أم المسيح الذي يهب الفداء، فهي والدته لتكون خلاصاً للبشر، إذ لابد أن يكون الوسـيط ذو حظـوة خاصة، ولا يجب أن يكون بينه وبين صاحب العفو هفوة واحدة، أو أدنى اشتراك في عداوة، ولذلك فهي وسيطة صالحة لطهارتها، وصداقتها مع الله، وبراءتها منذ اللحظة الأولى0
v إن مريم تخضـع للكلمة الإلهية، لكنها لا تخضع للقانون العام الذي يسري على الولادة بين البشر كونها أم الله، فهي على مثال أبيها السماوي، حُفِظَت من الخطيئة ليس لها بل لابنها، إذ لم يكن أن يولد الله في إطار الزمن إلا من أم قديسة لأن الله كُليّ القداسة0
v إذا كان الإنسان الأول عرقل بخطيئة خطـة الله بـشأن الإنسان الكامل فكان لابد صوناً لشرف الله مـن خليقة بشرية تحقق من جديد فكـرة الله المـثالية في الإنسـان الكامل، فقضى الله بمريم أن تكون تلك الخليقة0
v كان الله لإصلاح طبيعتنا وتقويمها بروائح الإتحاد الأقـنومي ينـتظر عوناً جديراً وهذا هو أمر أمه مريم0 سادساً: أبعاد وفـوائـد الحبـل بلا دنس
v إمتياز مريم هو كنز الجميع، وهو يتناسب وشيء في طبيعتنا ألا وهو الميل إلى ما هو سلـيم وكامل، بفضل مريم لم نجهل نعم الفردوس، ومن نقائها نتعلم قيمة النقاء المستعاد0
v الحبل بلا دنس شهادة لنا على أن الشر لن ينتصب في وجه الله فالخطيئة أمر يمكن تجاوزه، ولا يمكنها أن تفـسد التدبير الإلهي، وإن عرقلت كثيراً تجاوب الإنسان0
v العذراء فرد من البشرية اشـتركت في التدبير الإلهي، وهذا إشارة وتأكـيد على أن في أعماق الإنسان صورة الله الذي ظهر في العذراء لذلك لا يجب أن نحتقر أحد لوجود صورة الله التي ستحقق كل يوم0
v العذراء مثال لنا كي نتخطى الخطيئة الأصلية، هي شفيعة في ضعفنا فنحن مشتركون معها في أننا سنحيا0
v مريم سبقتنا بنيل النعمة، ونحن سننال النعمة لاحقاً، باتحادنا الحي بيسـوع المسيح " ننال نعمة فوق نعمة"( يو1: 16) 0
v أن نقول نعم كما قالت العذراء لله رغم صعوبتها، فالحبل لا دنس استيلاء الله بالكامل على الشخص0
v اشتركت مريم بطبيعتها في تدبير الله وهذا يلزمنا مجهود كبـير كي نشترك في التدبـير الإلهي بأن نتطهر ونتخلص من ما هو سيئ وسلبي في طبيعتنا0
v عالمنا في حاجة للتوبة، والحال إن العذراء المنزهة عن كل خطيئة تذكرنا بهذه الحاجة الأساسية إنها تقول لنا صلوا للخطاة، تعالوا اغتسلوا، تطهروا، عيشوا الحياة الجديدة، توبـوا، أمنوا.
سابعاً: رأي غـير الكاثوليك:-
v لم يتخطى الأرثوذكس القرن السـادس، ووقفـوا محافظين على التقلـيد، ولم يجددوا أفكارهم ومعتقداتهم وإيمانهم، فهو إيمـان القرن السـادس، لذلك نجـد كل الإكرام والتقديس والتبجيل للعذراء مريم حتى القرن السادس، وفي العصور الوسـطى لم يكن لها أيـة دور أو مناقشة حول العذراء مريم الحبل بلا دنس0 وإن كانت تعترف في القرون الأولى بقداستها وطهارتها لذلك ما أن أعلن البابـا بيوس التاسـع 1854م عقيدة الحبل بلا دنس، حتى أعتبرها الأقباط الأرثوذكس مشكلة، وبدأوا يحاربونها بشكل مباشر، لمجـرد اسمها الحبل بلا دنس بالرغم من أن صلواتهم دلـت في الأجبية وشهر كيهك المبارك على هذه العقيدة0
ويرجع سبب الرفض للآتي: -
v عـدم اسـتيعاب ما يقصده الكاثوليك بعقيدة الحبل بلا دنـس، إذ كيف يكون الحبل بلا دنـس، وهي مـولودة من أب وأم؟ إذ الفعل الزوجي في نظرهم يعتبر دنـس0 فقد اعتقدوا أن الكاثـوليك يقولون أنهـا حبل بها بدون زرع بشر مثل المسيح !!!!!!
v توهم البعض أن العقيدة نـابعة من ظهور عـذراء لورد بفرنسا لبرناديت سوبيروس سنة 1858م إذ عندما سـألتها الفـتـاة عن اسـمها قالت " أنا الحبل بـلا دنس" في حين أن العقيدة معلنة قبل الظهور بأربعة سنوات0
v لم يفهم البعض كيف تم فداء مريم المسبق وقالوا أنها بهذا الشكل غـير مفتداة0
v يقول البعض أنه يجب أن تشمل الخطيئة كل الجنس البشري ومريم أيضاً.ً
v في ذهن بعض غير الكاثوليك أنه لا يجب أن نضيف على العقيدة والكاثوليك لم يضيفوا بالفعل لكنهم حددوا العقيدة وأعلنوها لأنها موجودة قبل الإعلان كما وضحن، فالعقيدة لا تخترع لكنها تعلن وتحدد من قبل البابا0
الأب/ مجدي فوزي
راعى كنيسه الشهيد العظيم مارجرجس الكاثوليك
الشورانية
التحميل من هنا
new__microsoft_word.doc | |
File Size: | 48 kb |
File Type: | doc |