قيامة الجسد
مقدمة
عندما نعلن إيماننا في قانون الإيمان نتعرض لهذه العبارة: «وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي». أو بمعنى آخر قيامة الجسد، فقيامة الجسد أو قيامة الأموات هي موضوع انتظارنا ورجائنا. وهذا الإيمان هو إيمان مشترك ما بين جميع المسيحيين والمبني على إيماننا بيسوع المسيح القائم من بين الأموات.
ولكي نتكلم عن قيامة الجسد فلابُد أن نتعرض لموضوع الجسد كاملاً وسنتبع المنهجية الآتية:
ما معنى الجسد ؟ مواقف خاطئة ضد الجسد، ثم قيامة الجسد.
1. ما معنى الجسد ؟
الجسد هو ما يظهر به الشخص البشري في الخارج، وهو ما يدخل به في علاقة مع الكائنات الخارجة عنه. حتى أن الجسد قد يدل على الشخص البشري بصفته كائن علاقات، علاقات م الكون ومع سائر البشر ومع الله ذاته.
كما أن الجسد يرمز إلى الشخص كاملاً وبذاته، ومن هنا نستطيع أن نقول: كل شيء ما عدا الله جسدي وحتى الملائكة، ولا يجد يهوذا حرجاً في هذا التأكيد (يهوذا 7)، ويكتفي بالتمييز بين أجسادهم وأجسادنا. وليس هناك تحقيراً نهائياً عندما نذكر أن آباؤنا كانوا بحسب الجسد كما تذكر لنا رسالة القديس بولس لأهل روميه. ومن جانب آخر أن المسيح ذاته أتخذ هذا الجسد إنه أتخذ لحماً ودماً. ولكن هذا كله لا يلغي محدودية وعجز الجسد.
الجسد في هذا الكائن البشري يعبر عن، المكان الحسي المؤكد لوجود الإنسان في الزمن، ويقع الجسد في المكان والزمان لأنه محدود. ومن خلال هذا يحصل الإنسان على وجود شخص يعيش ويظهر حريته في علاقته مع نفسه ومع الآخرين، ومع العالم، ومع الله. فالإنسان بفضل جسده يتصل بالآخرين ونفسه. يحب ويتألم مادياً ومعنوياً، يشعر بالفرح واللذة. ومن هنا يقع في الزمان ويصبح تاريخ.
2. مواقف خاطئة ضد الجسد
يرى الإغريق في الجسد بأنه: سجناً للنفس وينبغي التخلص منه، على أساس أنه وضع سيء للغاية، ولا تستطيع النفس أن تتحرر إلا عندما تنطلق من هذا الجسد.
مع الأبيقوريه:أصبح الجسد موطن الشهوة الحسية، المطابقة للشهوة الجنسية التي كانت تعتبر شريرة
ثم يأتي الغنوصيين: يروا في الجسد أنه شر من طبيعته ويجب قمعه.
3. كرامة الجسد
الجسد هو خليقة الله، فهذا الجسد شكله الله كالنساج (يو1/11؛ مز 138)، أو كالفخاري (تك7؛ إر 1/5). وبالتالي كثيراً ما نبدي إعجابنا بهذا الجسد (جا11/5)، سواء اعتبرناه جزء من كياننا الجسمي لحم ودم، عظام ولحم، قلب وجسد.
من هنا نرى أن الكنيسة دافع دائماً عن كرامة الجسد البشري المطلقة، لأن الجسد هو من مقومات الكائن البشري. وهو جزء كامل بصفته خليقة الله وموعود بالحياة الأبدية، وبالتالي ليس من الغريب أن نجد الكنيسة تقاوم كل من يقلل من شأن الجسد (حين تدافع عن الجنيين في بطن أمه، أو عن حياة العجوز الذي تشوه جسده بسبب المرض والإرهاق)
الإنسان هو نفس وجسد، وروح وجسد من دون انفصال ويبقى هذا إلى الأبد، وهذا ما عبر عنه القديس إيريناوس قائلاً: «قد تكون النفس والروح جزء من الإنسان، ولكن الإنسان هو مزيج وإتحاد من النفس التي نالت روح الله والتي مزجت بالجسد المصنوع على صورة الله (...)».
4. قيامة الجسد
عندما نقول أن البشر يقومون، نعني أن الإنسان كاملاً سيقوم، أي شخصيته كلها نفساً وجسداً. وانطلاقا من المسيح القائم من الموت نستطيع أن نتحدث عن قيامة الأموات. قلنا أن المسيح هو آدم الجديد (البكر من بين الأموات). يفتتح الخليقة الجديدة في الروح القدس، إذن سيقوم الجسد ولكن بطريقة ممجدة.
إن المسيح الذي تراءى لتلاميذه هو يسوع الناصري نفسه الموسوم بآثار الالآم، ومع ذلك فإن التلاميذ لم يروه في الوضع نفسه، إذ أن التلميذين لم يعرفاه على طريق عماوس. ومريم المجدلية ظنت أنه البستاني. ففي هذه الحالة لا يدرك إلا بعيني الإيمان اللتين فتحهما الله، لأنه أصبح جسداً روحياً.
إذن قيامة الجسد تجتاز عالمنا الحالي، فالروح القدس لا يعيد تكوين أجسادنا الأرضية في وضعها الرضي بل يدخلها في نمط وجود جديد في وضع روحي.
هذا التحويل الذي تم هو من منطلق محبة الله لنا، هذه المحبة التي أحبها الأب للمسيح جعلته يمر بالصليب ذهبت به أولاً إلى الموت، ثم بعد ذلك إلى القيامة وهذا ما وضحه القديس بولس قائلاً: «إن كنا لم نتألم معه فلن نتمجد معه». وهذه المحبة تذهب بنا أيضاً إلى الموت مع المسيح ثم نعود فنحيا حياة جديدة. هذه المحبة الإلهية التي تجسدت في المسيح هي التي تحوله قائماً من الموت، فمحبة الله لنا تصبح مبدأ قيامتنا في المجد (المحبة لاتسقط أبداً).
يوضح لنا القديس بولس الرسول جسد القيامة ويقول: الله يستطيع أن يخرج من جسدنا المائت جسد قيامة (فهو قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولاداً لإبراهيم). كما يوضح لنا أن هناك نوعين من الجسد:
الجسد البشري:
هذا الجسد هو جسدنا في حياتنا الأرضية. الذي نزرعه والذي عند الموت ندفنه، وهو يدل على الحياة الطبيعية التي تحي جسدنا، ومن جهة أخرى الجسد الذي سيكون جسدنا عند قيامة الأموات.
الجسد الروحي:
الذي يخلقه الله عند القيامة، ويهبه لنا الروح القدس فنحن أمام جسد واحد في وضعين مختلفين متعاقبين.
الجسد البشري
الجسد الروحي
1. فاسد وزائل
2. حقير
3. ضعيف
4. يأتي من آدم
5. أرضي
1. غير فاسد وخالد
2. مجيد
3. قوي
4. يأتي من المسيح القائم
5. سماوي
الأب/ مجدي فوزي
مقدمة
عندما نعلن إيماننا في قانون الإيمان نتعرض لهذه العبارة: «وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي». أو بمعنى آخر قيامة الجسد، فقيامة الجسد أو قيامة الأموات هي موضوع انتظارنا ورجائنا. وهذا الإيمان هو إيمان مشترك ما بين جميع المسيحيين والمبني على إيماننا بيسوع المسيح القائم من بين الأموات.
ولكي نتكلم عن قيامة الجسد فلابُد أن نتعرض لموضوع الجسد كاملاً وسنتبع المنهجية الآتية:
ما معنى الجسد ؟ مواقف خاطئة ضد الجسد، ثم قيامة الجسد.
1. ما معنى الجسد ؟
الجسد هو ما يظهر به الشخص البشري في الخارج، وهو ما يدخل به في علاقة مع الكائنات الخارجة عنه. حتى أن الجسد قد يدل على الشخص البشري بصفته كائن علاقات، علاقات م الكون ومع سائر البشر ومع الله ذاته.
كما أن الجسد يرمز إلى الشخص كاملاً وبذاته، ومن هنا نستطيع أن نقول: كل شيء ما عدا الله جسدي وحتى الملائكة، ولا يجد يهوذا حرجاً في هذا التأكيد (يهوذا 7)، ويكتفي بالتمييز بين أجسادهم وأجسادنا. وليس هناك تحقيراً نهائياً عندما نذكر أن آباؤنا كانوا بحسب الجسد كما تذكر لنا رسالة القديس بولس لأهل روميه. ومن جانب آخر أن المسيح ذاته أتخذ هذا الجسد إنه أتخذ لحماً ودماً. ولكن هذا كله لا يلغي محدودية وعجز الجسد.
الجسد في هذا الكائن البشري يعبر عن، المكان الحسي المؤكد لوجود الإنسان في الزمن، ويقع الجسد في المكان والزمان لأنه محدود. ومن خلال هذا يحصل الإنسان على وجود شخص يعيش ويظهر حريته في علاقته مع نفسه ومع الآخرين، ومع العالم، ومع الله. فالإنسان بفضل جسده يتصل بالآخرين ونفسه. يحب ويتألم مادياً ومعنوياً، يشعر بالفرح واللذة. ومن هنا يقع في الزمان ويصبح تاريخ.
2. مواقف خاطئة ضد الجسد
يرى الإغريق في الجسد بأنه: سجناً للنفس وينبغي التخلص منه، على أساس أنه وضع سيء للغاية، ولا تستطيع النفس أن تتحرر إلا عندما تنطلق من هذا الجسد.
مع الأبيقوريه:أصبح الجسد موطن الشهوة الحسية، المطابقة للشهوة الجنسية التي كانت تعتبر شريرة
ثم يأتي الغنوصيين: يروا في الجسد أنه شر من طبيعته ويجب قمعه.
3. كرامة الجسد
الجسد هو خليقة الله، فهذا الجسد شكله الله كالنساج (يو1/11؛ مز 138)، أو كالفخاري (تك7؛ إر 1/5). وبالتالي كثيراً ما نبدي إعجابنا بهذا الجسد (جا11/5)، سواء اعتبرناه جزء من كياننا الجسمي لحم ودم، عظام ولحم، قلب وجسد.
من هنا نرى أن الكنيسة دافع دائماً عن كرامة الجسد البشري المطلقة، لأن الجسد هو من مقومات الكائن البشري. وهو جزء كامل بصفته خليقة الله وموعود بالحياة الأبدية، وبالتالي ليس من الغريب أن نجد الكنيسة تقاوم كل من يقلل من شأن الجسد (حين تدافع عن الجنيين في بطن أمه، أو عن حياة العجوز الذي تشوه جسده بسبب المرض والإرهاق)
الإنسان هو نفس وجسد، وروح وجسد من دون انفصال ويبقى هذا إلى الأبد، وهذا ما عبر عنه القديس إيريناوس قائلاً: «قد تكون النفس والروح جزء من الإنسان، ولكن الإنسان هو مزيج وإتحاد من النفس التي نالت روح الله والتي مزجت بالجسد المصنوع على صورة الله (...)».
4. قيامة الجسد
عندما نقول أن البشر يقومون، نعني أن الإنسان كاملاً سيقوم، أي شخصيته كلها نفساً وجسداً. وانطلاقا من المسيح القائم من الموت نستطيع أن نتحدث عن قيامة الأموات. قلنا أن المسيح هو آدم الجديد (البكر من بين الأموات). يفتتح الخليقة الجديدة في الروح القدس، إذن سيقوم الجسد ولكن بطريقة ممجدة.
إن المسيح الذي تراءى لتلاميذه هو يسوع الناصري نفسه الموسوم بآثار الالآم، ومع ذلك فإن التلاميذ لم يروه في الوضع نفسه، إذ أن التلميذين لم يعرفاه على طريق عماوس. ومريم المجدلية ظنت أنه البستاني. ففي هذه الحالة لا يدرك إلا بعيني الإيمان اللتين فتحهما الله، لأنه أصبح جسداً روحياً.
إذن قيامة الجسد تجتاز عالمنا الحالي، فالروح القدس لا يعيد تكوين أجسادنا الأرضية في وضعها الرضي بل يدخلها في نمط وجود جديد في وضع روحي.
هذا التحويل الذي تم هو من منطلق محبة الله لنا، هذه المحبة التي أحبها الأب للمسيح جعلته يمر بالصليب ذهبت به أولاً إلى الموت، ثم بعد ذلك إلى القيامة وهذا ما وضحه القديس بولس قائلاً: «إن كنا لم نتألم معه فلن نتمجد معه». وهذه المحبة تذهب بنا أيضاً إلى الموت مع المسيح ثم نعود فنحيا حياة جديدة. هذه المحبة الإلهية التي تجسدت في المسيح هي التي تحوله قائماً من الموت، فمحبة الله لنا تصبح مبدأ قيامتنا في المجد (المحبة لاتسقط أبداً).
يوضح لنا القديس بولس الرسول جسد القيامة ويقول: الله يستطيع أن يخرج من جسدنا المائت جسد قيامة (فهو قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولاداً لإبراهيم). كما يوضح لنا أن هناك نوعين من الجسد:
الجسد البشري:
هذا الجسد هو جسدنا في حياتنا الأرضية. الذي نزرعه والذي عند الموت ندفنه، وهو يدل على الحياة الطبيعية التي تحي جسدنا، ومن جهة أخرى الجسد الذي سيكون جسدنا عند قيامة الأموات.
الجسد الروحي:
الذي يخلقه الله عند القيامة، ويهبه لنا الروح القدس فنحن أمام جسد واحد في وضعين مختلفين متعاقبين.
الجسد البشري
الجسد الروحي
1. فاسد وزائل
2. حقير
3. ضعيف
4. يأتي من آدم
5. أرضي
1. غير فاسد وخالد
2. مجيد
3. قوي
4. يأتي من المسيح القائم
5. سماوي
الأب/ مجدي فوزي