تاريخ طائفة الأقباط الكاثوليك
إعداد الأب أنطون فؤاد
مقدمة :
مجمع خلقدونية وإنقسام الكنيسة المصرية
بعد قيام مجمع خلقدونية بحرم ديسقورس أسقف الإسكندرية عام 451 إنفصل عدد من مسيحي الإسكندرية عن كرسي روما، وأطلقوا على أنفسهم لقب الغير خلقدونيين، وهم من أطلق عليهم في القرن السادس الميلادي لقب الأقباط الأرثوذكس. وكان عددهم كبيراً نسبياً مقارنة بالذين قبلوا قرارات المجمع، وقد أطلق الأرثوذكس على الخلقدونيين لقب الملكيين أي أتباع الملك، وكان من ضمنهم عدد كبير من الكهنة والرهبان والأساقفة
بعد حرم ديسقورس وخلعه عن كرسيه قامت روما بتعيين أسقفاً خلقدونياً للإسكندرية وثارت عليه الجموع بعد فترة وخلعته وأستمر الحال هكذا في تبادل الأساقفة بين خلقدونيين وغير، وأحياناً وجد الاثنين في نفس الوقت كما حدث مع بنيامين وكيروس وقت الفتح العربي لمصر
الفتح العربي لمصر ومهادنة الكنيسة الأرثوذكسية
عانى المسيحيون في مصر كثيراً من اضطهاد المسلمين لهم، وكانت معاناة الملكيين أشد لأن بعض الحكام العرب عاملوهم على أنهم أتباع لملك الروم، فحاول بعض الحكام العرب نصرة الأرثوذكس عليهم، فقاموا بمنح عدد من كنائس الملكيين وأديرتهم للأرثوذكس. كما قام الأرثوذكس أنفسهم في أحيان كثيرة بدفع الرشاوي للحكام للوصول لهذا
ولكن لا يعني كل هذا أن الوجود الكاثوليكي في مصر قد انتهى _ كما يزعم البعض _ فقد شغر الكرسي البطريركي الكاثوليكي بعد الفتح العربي لمدة 75 سنة فقط ولكنه شغل بعد ذلك، وقد تمكن الكاثوليك من انتخاب بطريرك لهم أيام ولاية عبد العزيز بن مروان، وهكذا في بعض الحكومات الإسلامية الأخرى
*أوضاع الأقباط الكاثوليك بعد الانقسام الكبير (1054 )
بعد مجمع خلقدونية عام 451 أسندت روما رعاية الأقباط المتحدين معها إلى أسقف القسطنطينية فكان هو الذي يعين لهم الأساقفة ويهتم بشئونهم
بعد انفصال القسطنطينية عن روما عام 1054 ( فيما يعرف بالانقسام الكبير ) بدأت روما في إرسال كهنة أجانب للاهتمام بالأقباط، وفي بداية القرن الثالث عشر كان بطريرك الكاثوليك يوناني الجنسية يدعى مرقس الثاني ومتأثر كثيراً بالفكر البيزنطي فكتب إلى تيودورس بلسمون البطريرك الأنطاكي الشرقي المقيم في القسطنطينية يسأله عما إذا كان الطقس القبطي المنسوب للقديس مرقس يمكن إتباعه فرد عليه الثاني بأن كنيسة القسطنطينية لا تقر هذا الطقس، وأنه يجب أن تتحد كل الكنائس في طقوسها مع القسطنطينية، فتنكر البطريرك مرقس للطقس القبطي وتبعه الكاثوليك اليونانيين. فاستاء الأقباط الكاثوليك من ذلك وانضم عدد منهم إلى الأقباط الأرثوذكس وتمسك البعض منهم بعقيدته وطقوسه بدأ النفوذ الكاثوليكى يتضاءل ( لكنه لم ينعدم ) إلى أن جاء العصر المملوكي وبدأ ت أوربا تلتفت إليهم وعاملهم العثمانيون بعد ذلك معاملة خاصة وذلك لخبرتهم الاقتصادية
*القديس فرنسيس الأسيزي وبداية إرسالية الفرنسيسكان
في بداية القرن الثالث عشر أصدر الكرسي الرسولي أمره إلى الأباء الفرنسيسكان كي يزوروا مصر وينشئوا علاقات مع الأقباط ويعملوا على تقريب وجهات النظر معهم [/size][size=16]ويرجع تاريخ الوجود الفرنسيسكاني في مصر إلى عام 1219 وهي السنة التي حضر فيها القديس فرنسيس إلى مصر والتقى في دمياط مع الملك الكامل أيوب الذي أعجب بشخصيته فقدم له المنح والهدايا وسمح له بالوعظ والتعليم وزيارة الأماكن المقدسة ( بيت المقدس )، واتخذ الأباء الفرنسيسكان من منطقة مصر القديمة مقراً لهم، ثم درب الجنينة بالموسكي، وكنيسة سانت كاترين بالإسكندرية والتي يرجع تاريخها إلى أواخر القرن السادس عشر
عام 1666 تأسس دير للفرنسيسكان في أخميم ثم بنيت خمس كنائس أخرى لهم وتغلغل الفرنسيسكان كثيراً جنوباً
وقد شجعت خدمتهم كثيراً من الأقباط بالاتحاد من جديد مع كرسي روما وكونوا مع المجموعة الباقية أمينة للكنيسة الكاثوليكية الكنيسة القبطية الكاثوليكية
*مساعي الاتحاد بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الارثوذكسية
بذل الكرسي الرسولي جهدا كبيراً في سبيل تحقيق الاتحاد بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية ويمكن ذكر بعض هذه المساعي فيما يلي :-
1- المجمع المسكوني الفلورنتيني
أول مساعي رسمية قام بها الأحبار الرومانيون لتحقيق الوحدة المنشودة كانت بمناسبة المجمع الفلورونتيني، وهو المجمع المسكوني السابع عشر ( 1438-1445 ) الذي انعقد بمدينة فرارة أولاً ثم نقل إلى مدينة فلونسا في عهد البابا أوجينيوس الرابع
حضر المجمع وفد قبطي أرثوذكسي كان على رأسه كاهن يدعى القمص أندراوس والذي وقع قرار الاتحاد (رنموا للرب ) نيابة عن البطريرك يوحنا الحادي عشر في 4 فبراير 1442
إلا أنه لأسباب سياسية لم يعمل بهذه الوثيقة ولم يتم الاتحاد
2- المفاوضات بين البابا بيوس الرابع والبطريرك جبرائيل السابع ( 1561 - 1562 )
بعد حوالي قرن من الزمن على المحاولة التي جرت في 1442 ذهب إلى روما عام 1560 كاهنان قبطيان أرثوذكسيان ( أحدهما يدعى أبرام السرياني ) يحملان رسالة للبابا تعبر عن رغبة البطريرك في الاتحاد مع الكنيسة الكاثوليكية، أرسل البابا وفداً للتفاوض معه ودعاه لحضور المجمع التردينتيني 1561 ولتوقيع الاتحاد ولكن البطريرك توفي فجأة قبل السفر للمجمع
3- المفاوضات بين البابا غريغوريوس الثالث عشر والبطريرك يؤانس الرابع ( المنفلوطي )
أستأنف البابا غريغوريوس المحاولات التي قام بها سلفة مع البطريرك يؤانس الرابع فأرسل وفداً للبطريرك في مصر وبدأت المباحثات تسير سيراً حسناً وعقد في فبراير 1584 في دار قنصل فرنسا بالقاهرة لقاء أعلن فيه وضع صيغة رسمية لإعلان الاتحاد، ولكن لم يمض أسبوع على الإعلان التاريخي حتى انقلبت الأحوال ورفض كل المشتركين في المباحثات التوقيع على الاتفاق
حاول الوفد مرة أخرى ووعد البطريرك بالتوقيع على الاتفاق فور عودته من الإسكندرية، ولكنه مات في ظروف غامضة أثناء عودته
4- إعلان اتحاد الأقباط بروما في عهد البطريرك غبريال الثامن (1578-1603 )
في 20 أبريل 1590 كتب البابا سكستس الخامس إلى البطريرك غبريال الثامن يدعوه إلى الاتحاد الذي كان سلفه قد شرع فيه، كما وجه أيضاً رسالة أخرى إلى القمص يوحنا وكيل بطريركية الإسكندرية (لكونه تلقى دراسته في إيطاليا و لكونه يؤيد الاتحاد)
ولما ارتقى البابا إكليمنضس الثامن الكرسي البابوي واصل المساعي مع البطريرك القبطي، والذي كتب قرار الاتحاد في يناير 1597 ووقعه بإمضائه هو وأساقفة الفيوم والبهنسا وإسنا وعدد كبير من الكهنة والشعب
وأعلن البابا قبول إنشاء مدرسة قبطية في روما وقدم دير القديس إسطفانوس بالفاتيكان كهبة للكنيسة القبطية وليكون مقراً لهذه المدرسة
توفي البطريرك في 14/5/1603 وأنتخب خلفاً له البطريرك مرقس الخامس الذي ظل لفترة متحداً بروما ثم غير اتجاهه وارتد عن هذا الاتحاد
واستمرت محاولات الاتحاد حتى القرن الثامن عشر ولكنها كانت تتعثر أحياناً لأسباب سياسية أو للموت المفاجئ للبطاركة وظل الحال هكذا إلى أن نشأت النيابة الرسولية للأقباط الكاثوليك
*خلق كيان مستقل للكنيسة القبطية الكاثوليكية
أولاً النواب الرسوليين
بدأت أعداد الأقباط الكاثوليك تتزايد يوماً بعد يوم، ولكن لم يكن لهم أسقف يرعاهم، ولذا حينما أنضم للكثلكة الأنبا أثناسيوس أسقف أورشليم للأقباط الأرثوذكس في 10 أغسطس 1739 عينه البابا بندكتوس الرابع عشر نائباً رسولياً، وإتخذ وكيلاً له الأب صالح مراغي وبسبب كبر سنه قدم استقالته فخلفه في إدارة الطائفة الأب صالح مراغي
وفيما يلي قائمة بتسلسل النواب الرسوليين للطائفة
- الأنبا أثناسيوس (1741 – 1744 )
- الأب صالح مراغي (1744 –1748 )
- الأب يعقوب إيزمارس(1748-1751 )
- الأب الأب بولس دانيونا (1751-1757)
- الأب يوسف فرنسيس ( 1757- 1761)
- الأنبا أنطونيوس فليفل (1761 –1774)
كان الأنبا أنطونيوس فليفل أسقفاً على كرسي جرجا للأقباط الأرثوذكس، إنضم للكنيسة الكاثوليكية في 1758، أقام بدير القديس إسطفانوس للأقباط بروما حتى عام 1761
عين نائباً رسولياً في 1761 وكانت إقامته في القاهرة ثم توجه للصعيد وأقام بأخميم حتى عام 1774 وقدم إستقالته بسبب كبر سنه ورقد في الرب في 5 أكتوبر1807
- الأنبا روفائيل الطوخي ( 1761- 1787 )
ولد روفائيل الطوخي عام 1703 بمدينة جرجا، وأوفد في بعثة دراسية إلى روما عام 1724
رسم كاهناً في 5 يونيو 1735، أهتم في عام 1736 بطباعة الخولاجي القبطي (أول كتاب طقسي قبطي يتم طبعه) عاد إلى مصر في الفترة ممن 1737- 1739 ن ثم عاد إلى روما وكان يدرس اللغة القبطية للطلبة المبعوثين إلى روما، وقد نشر كثيراً من الكتب الطقسية.رقي إلى الأسقفية في 27 سبتمبر 1761 بروما
توفي في 7 أكتوبر 1787
- الأب روكسي قدسي (1780- 1781 )
]- الأب يوحنا الفرارجي ( 1781- 1785)
- الأب بيشاي نصير ( 1785 _ 1787 )
- الأب ميكلانجلو باتشيلي ( 1787- 1788 )
]- الأب متى الرقيطي (1788- 1822 )
]- الأنبا مكسيموس جويد ( 1822- 1831 )
- الأنبا تاوضروس أبو كريم ( 1832 –1854 )
- الأنبا أثناسيوس خزام ( 1855_ 1864 )
- الأنبا أغابيوس بيشاي ( 1866- 1880 )
- الأب أنطون ناداب ( 1880- 1889 )
- الأب سمعان برايا (1889-1892)
]- الأب أنطون كابس (1892- 1895 )
]- الأنبا جرجس مقار ( مارس 1895- يونيو 1899)
من مواليد الشناينة – محافظة أسيوط في 17يناير 1867
التحق بالكلية الشرقية التابعة للأباء اليسوعيين بلبنان وأتم دراسته وسيم كاهناً ببيروت في يونيو 1895
أقيم أسقفاً ونائباً رسولياً للطائفة في 15 مارس 1895 متخذاً اسم الأنبا كيرلس مقار
عين بطريرك للطائفة في 19 يونيو 1899