إذا ما رأينا الجمال في الأشياء المخلوقة (وردة جميلة) سرعان ما نردف قائلين: "سبحان الله". لماذا؟ لأن الله نفسه لابد أن يكون جميلاً!!!
وإذا ما رأينا صدفة حلزونية أو أي شيء مشابه، نلاحظ أن الحلزون يتكون من بناء تام، ونحن نعجب بهذه الحكمة في كل الخليقة، فهذا التكامل يقودنا إلى ذاك الذي صنعها، فهو نبع كل هذه الحكمة، لأن كل الخليقة بمثابة مرآة لحكمة الله.
وإذا ما رأينا صورة فوتوغرافية لعائلة، نلاحظ أنهم ينتمون بعضهم لبعض، وانهم سعداء عندما يتحدون مع بعض...وهنا يمكن الفهم بأن الله وحده فيه وحدة فريدة، وقد خلق الإنسان بالطريقة نفسها، وهذا ما يفسر الوحدة الفريدة التي يتميز بها الإنسان.
بنفس هذا المنطق نقول: إن الله محبةً، فيجب علينا أن نحب بعضنا بعضاً. وإن كان الله غفوراً، فيجب أن نغفر نحن للآخرين. وإن كان الله قدوساً، فيجب علينا أن نعيش حياة القداسة.
نحن ندرك أن كل الخليقة تبدوا كمرآة عن ماهيّة الله، وندرك أنه علينا أن نجتهد لأن نعيش كمرآة تعكس بدقة كيف يكون الله ذاته.
وهنا نفهم أن السبب العميق وراء تجمع الناس، وسعيهم أن يعيشوا في جماعة كالأسرة، والعائلة، والحركات والقبيلة، يعود إلى محاولة الناس لأن يكونوا مرآة كينونة الله. وهذا هو هدفنا ألا وهو دفع الناس للحياة الجماعية، وذلك من خلال الفهم العميق لحياة الثالوث القدوس، لأن الخلائق بمثابة مرآة لحضور الله.
1. الآب
الله الآب
نحن دائماً ما نتخيل الله شخص ما، وحيد!!!
على كل حال نقول: في البدء كان الله وحده
"وسنرمز إلى ذلك بدائرة الله الآب كما هو موضح[1]".
2. الابن
الله الآب
لكن إذ كان الله محبة فهذا معناه أن تكون المحبة أخذ وعطاء مع طرف آخر، طرف يعطي وطرف يستقبل على شرط أن يكون هذا الطرف ليس إلهاً آخر بعيداً عن الله، لأن هذا يتناقض مع مفهوم وحدانية الله، "لا إله إلا الله"[2]، وليس الخليقة لأن حب الله أزلي أبدي وهو حب غير محدود في حين أن الخليقة محدودة بزمان ومكان معين والسؤال البديهي المطروح هنا مع من كان الله محبّة(أخذ وعطاء) قبل الخليقة؟ والاجابة لن تكون محبة الله لذاته وإلا اصبحت المحبّة أنانية. بالتالي فمن الضروري أن يكون الطرف الآخر بالله أو بالجوهر الإلهي الواحد. فالله واحد بداخله ثلاثة أقانيم متساوية في الأزلية والأبدية(السرمدية) واللامحدودية, أي في جوهر إلهي واحد مطلق غير محدود. بالتالي لم يكن الله وحده دون أن يتصل به آخر، لذلك فقد كان الله الابن معه وقد أعطى الله الآب كل حياته لله للابن.
"وسنرمز إلى ذلك بدائرة الله الابن
بجانب دائرة الله الآب بينهما مسافة".
لم يعطي الله الآب جزءاً من كينونته لله الابن فقط، وإلا سيكون الله الابن اقل من الله الآب لقد أعط الله الآب كل حياته لله الابن، ولذلك فان الله الابن مساوٍ لله الآب، الاثنان متساويان تماماً.
بغض النظر عن تشبيه العلاقة بين الله الآب والله الابن بتشبيهات بشرية، إذ أن الابن يأتي بعد الأب دائماً. لكن على النقيض، فأن الله الآب لم يكن وحده، ولم يسبق في وجوده الله الابن. فقد كانا موجودين دائماً معا ًمنذ الأزل، متساويين دائماً في الحكمة، والقدرة، والقداسة.
3. إذ أنت خير فسوف تحب ما هو خير. والله هو خير مطلق لهذا فهو يحب كل شيء خير. وما هو خير مطلق سيحب حبّاً عميقاً. الله الابن
الله الآب
اللل
ولكن بما أن الله الابن خير، كما الله الاب، فهو أيضاً سيحب الله الأب.
الله الابن
الله الآب
"وسنرمز إلى ذلك بوضع سهماً يأتي من الله الابن ويذهب إلى الله الآب يشير لحب الله الابن لله الآب".
ربما لا يزال رسمي خاطئاً أو قاصراً في اللحظة نفسها. إذ أن هذا الحب بين الله الآب والله الابن يبدوا (كشيء)، بالتالي يُظهر اختلافاً بين الله الآب والله الابن. يبدوا في رسمي الحب كرباط أو حبل أو أي شيء آخر، يجذب الاثنين معاً، وهذا خطأ.
الله الابن
الله الآب
الله الروح
إن وجود الله الآب والله الابن يستدعي ضرورياً وجود الله الروح القدس، لأن الروح هو الذي يربط بين الله الآب والله الابن، وهذا ليس معناه أن الله الآب يحتاج وسيطاً تجاه الله الابن، أو أن الله الابن يحتاج لوسيطٍ تجاه الله الآب. فكلا منهما يعيش في علاقة فريدة مع الآخر داخل الجوهر الإلهي. فعلى الصعيد البشري يحتاج الحب لوسيط للتعبير عنه، وهذا الوسيط هو شيء ما لأن الحب البشري ناقص، أما على الصعيد الإلهي فالروح ليس شيئاً ما، وليس وسيطاً، لأنه هو نفسه حبً إلهي عميق (أجبا) وشخص إلهي كامل، بالتالي لا يحتاج الله الآب والله الابن لشيء ما، ليعبرا من خلاله عن حبهما، لأن الحب يتخطى الأشياء ويحتاج إلى أشخاص.
بالتالي الروح ليس شيئاً، بل شخصاً، فهو من نفس جوهر الله الآب والله الابن، ويشترك مهما بالحياة نفسها، والحياة بينهم مشتركة، والعلاقة بينهم خاصة لدرجة أن يتحول الروح من مجرد الحب المُولَّد من الله الآب والله الابن[3] إلى أن يصبح هو أيضاً مُولِّد للحب، يمنحه لله الآب ولله الابن، وهو أيضاً يستقبله من الله الآب والله الابن. لأنه هو أيضاً كلّه حب، كما الله الآب والله الابن، وبهذا التشبيه يظهر مثلث الكمال دفع الحب واستقباله من كل أقنوم إلى آخر وبشكل متبادل. "سنرمز إلى ذلك بوضع سهم يتجه من أقنوم إلى آخر، كتعبير عن حركة الحب المتبادل بينهم".
الله الابن
الله الآب
الله الروح
وحدانية الله
الله الابن
الله الآب
الله الروح
قد يكون هذا التصور غير مقبول، ليعبّر عن سر الله. فرسمي مازال قاصراً عن شرح كون الله واحد. هؤلاء ليسوا ثلاثة أشخاص يجتمعون عرضياً معاً، كما لو أمكننا الفصل بينهم. فبقدر الإمكان يجب أن نميز بينهم مع عدم الانجراف في القول بأنهم ثلاثة آلهة، إذ أنهم اله واحد في جوهر الله، أي أن الله ثلاثة أشخاص وإله واحد. "نحن نؤمن بإله واحد، وليس وحيد. نؤمن بوحدانية الله، وليس بوحدته"."سنرمز إلى ذلك بوضع الثلاث دوائر السابقة بدائرة واحدة".
سنبدأ الآن أن نفهم بالتدريج ...يوجد بالله حياة دائمة، وحب دائم ديناميكي منظم. إذ يتدفق هذا الحب ّمن الله الآب لله الابن ولله الروح القدس، ومن الله الابن لله الآب ولله الروح القدس، ومن الله الروح القدس لله الآب ولله الابن. وهنا نفهم بوضوح قول يوحنا إذ يقول: "الله محبّة"، فلم يقل إن الله يملك محبّة، بل قال: "الله محبةّ" لأنه كلّه محبّة. وهنا نفهم ماهية الكمال الإلهي والذي يرمز إليه بشكل مثلث متساوي الأضلاع بالأيقونات"سنرمز إلى ذلك بوضع مثلث يرمز للكمال الإلهي بدلاً من الدوائر الثلاثة داخل الدائرة الكبيرة[4]".
الله محبّة وأستطيع القول أيضاً أن الله كله عطاء وأخذ. فهو المشاركة التامة المتواصلة. فهو لا يشارك بجزء قليل من نفسه، لكنه يشارك بذاته كلية وبتواصل فهو العطاء التام المتبادل بين ثلاثة أشخاص. وهنا نفهم أن الله جماعة أي أنه عطاء وأخذ تام، ومشاركة تامة، ومحبّة تامة، ووحدة تامة.
اشتراكنا في حياة الثالوث القدوس
حيث أن الله كلّه حبّ ومشاركة مطلقة فهو يريد الحياة الجماعية إن تنتشر إلى باقي مخلوقاته، وبما أن الإنسان هو أعظم مخلوقات الله، بالتالي لا نستغرب بأن يحاكي الإنسان حياة شركة الله أكثر من باقي المخلوقات، لأن لدى الإنسان المقدرة والمعرفة والفهم لأن يحبّ، وعليه أن يعرف أن حبّه مثل مرآة لحياة الله الجماعية.
وهنا يمكنا إن نجاوب على السؤال المطروح، لماذا دائماً ما نعيش في مجتمعات ومجموعات مسيحية صغيرة، وعائلات وأسر؟ ما الذي يدفعنا ويحفزنا لتلك التجمعات؟
إن المنبع والأصل العميق ومنشأ حياتنا الاجتماعية يأتي من الحياة الجماعية بالله. من الممكن أن يفتح مجالاً للصلاة الطويلة العفوية ، أو القراءة، أو المناقشة والحوار حول هذين النصين (1يو4/ 7- 13)، (يو1/ 1- 14).
الاب/ مجدي فوزي
[1] ترمز الدائرة إلى سرمدية الله، فحيث أنه ليس للدائرة بداية أو نهاية، كما الله الأبدي الأزلي.
[2] راجع "أنا الرب إلهك…لا يكن لك ألهة آخرى تجاهي. لا تصنع لك منحوتاً ولا صورة شيءمما في السماء من فوق، ولا مما في الأرض من أسفل، ولا مما في المياه من تحت الأرض، لا تسجد لها ولا تعبدها...". (خر20/ 2- 5)، (تث5/ 6).
[3]
[4] يرمز المثلث المتساوي الأضلاع إلى الكمال الإلهي، فكما أن المثلث المتساوي الأضلاع متكامل، كذلك يكمل الثالوث القدوس المتساوي أحدهم الآخر.
وإذا ما رأينا صدفة حلزونية أو أي شيء مشابه، نلاحظ أن الحلزون يتكون من بناء تام، ونحن نعجب بهذه الحكمة في كل الخليقة، فهذا التكامل يقودنا إلى ذاك الذي صنعها، فهو نبع كل هذه الحكمة، لأن كل الخليقة بمثابة مرآة لحكمة الله.
وإذا ما رأينا صورة فوتوغرافية لعائلة، نلاحظ أنهم ينتمون بعضهم لبعض، وانهم سعداء عندما يتحدون مع بعض...وهنا يمكن الفهم بأن الله وحده فيه وحدة فريدة، وقد خلق الإنسان بالطريقة نفسها، وهذا ما يفسر الوحدة الفريدة التي يتميز بها الإنسان.
بنفس هذا المنطق نقول: إن الله محبةً، فيجب علينا أن نحب بعضنا بعضاً. وإن كان الله غفوراً، فيجب أن نغفر نحن للآخرين. وإن كان الله قدوساً، فيجب علينا أن نعيش حياة القداسة.
نحن ندرك أن كل الخليقة تبدوا كمرآة عن ماهيّة الله، وندرك أنه علينا أن نجتهد لأن نعيش كمرآة تعكس بدقة كيف يكون الله ذاته.
وهنا نفهم أن السبب العميق وراء تجمع الناس، وسعيهم أن يعيشوا في جماعة كالأسرة، والعائلة، والحركات والقبيلة، يعود إلى محاولة الناس لأن يكونوا مرآة كينونة الله. وهذا هو هدفنا ألا وهو دفع الناس للحياة الجماعية، وذلك من خلال الفهم العميق لحياة الثالوث القدوس، لأن الخلائق بمثابة مرآة لحضور الله.
1. الآب
الله الآب
نحن دائماً ما نتخيل الله شخص ما، وحيد!!!
على كل حال نقول: في البدء كان الله وحده
"وسنرمز إلى ذلك بدائرة الله الآب كما هو موضح[1]".
2. الابن
الله الآب
لكن إذ كان الله محبة فهذا معناه أن تكون المحبة أخذ وعطاء مع طرف آخر، طرف يعطي وطرف يستقبل على شرط أن يكون هذا الطرف ليس إلهاً آخر بعيداً عن الله، لأن هذا يتناقض مع مفهوم وحدانية الله، "لا إله إلا الله"[2]، وليس الخليقة لأن حب الله أزلي أبدي وهو حب غير محدود في حين أن الخليقة محدودة بزمان ومكان معين والسؤال البديهي المطروح هنا مع من كان الله محبّة(أخذ وعطاء) قبل الخليقة؟ والاجابة لن تكون محبة الله لذاته وإلا اصبحت المحبّة أنانية. بالتالي فمن الضروري أن يكون الطرف الآخر بالله أو بالجوهر الإلهي الواحد. فالله واحد بداخله ثلاثة أقانيم متساوية في الأزلية والأبدية(السرمدية) واللامحدودية, أي في جوهر إلهي واحد مطلق غير محدود. بالتالي لم يكن الله وحده دون أن يتصل به آخر، لذلك فقد كان الله الابن معه وقد أعطى الله الآب كل حياته لله للابن.
"وسنرمز إلى ذلك بدائرة الله الابن
بجانب دائرة الله الآب بينهما مسافة".
لم يعطي الله الآب جزءاً من كينونته لله الابن فقط، وإلا سيكون الله الابن اقل من الله الآب لقد أعط الله الآب كل حياته لله الابن، ولذلك فان الله الابن مساوٍ لله الآب، الاثنان متساويان تماماً.
بغض النظر عن تشبيه العلاقة بين الله الآب والله الابن بتشبيهات بشرية، إذ أن الابن يأتي بعد الأب دائماً. لكن على النقيض، فأن الله الآب لم يكن وحده، ولم يسبق في وجوده الله الابن. فقد كانا موجودين دائماً معا ًمنذ الأزل، متساويين دائماً في الحكمة، والقدرة، والقداسة.
3. إذ أنت خير فسوف تحب ما هو خير. والله هو خير مطلق لهذا فهو يحب كل شيء خير. وما هو خير مطلق سيحب حبّاً عميقاً. الله الابن
الله الآب
اللل
ولكن بما أن الله الابن خير، كما الله الاب، فهو أيضاً سيحب الله الأب.
الله الابن
الله الآب
"وسنرمز إلى ذلك بوضع سهماً يأتي من الله الابن ويذهب إلى الله الآب يشير لحب الله الابن لله الآب".
ربما لا يزال رسمي خاطئاً أو قاصراً في اللحظة نفسها. إذ أن هذا الحب بين الله الآب والله الابن يبدوا (كشيء)، بالتالي يُظهر اختلافاً بين الله الآب والله الابن. يبدوا في رسمي الحب كرباط أو حبل أو أي شيء آخر، يجذب الاثنين معاً، وهذا خطأ.
الله الابن
الله الآب
الله الروح
إن وجود الله الآب والله الابن يستدعي ضرورياً وجود الله الروح القدس، لأن الروح هو الذي يربط بين الله الآب والله الابن، وهذا ليس معناه أن الله الآب يحتاج وسيطاً تجاه الله الابن، أو أن الله الابن يحتاج لوسيطٍ تجاه الله الآب. فكلا منهما يعيش في علاقة فريدة مع الآخر داخل الجوهر الإلهي. فعلى الصعيد البشري يحتاج الحب لوسيط للتعبير عنه، وهذا الوسيط هو شيء ما لأن الحب البشري ناقص، أما على الصعيد الإلهي فالروح ليس شيئاً ما، وليس وسيطاً، لأنه هو نفسه حبً إلهي عميق (أجبا) وشخص إلهي كامل، بالتالي لا يحتاج الله الآب والله الابن لشيء ما، ليعبرا من خلاله عن حبهما، لأن الحب يتخطى الأشياء ويحتاج إلى أشخاص.
بالتالي الروح ليس شيئاً، بل شخصاً، فهو من نفس جوهر الله الآب والله الابن، ويشترك مهما بالحياة نفسها، والحياة بينهم مشتركة، والعلاقة بينهم خاصة لدرجة أن يتحول الروح من مجرد الحب المُولَّد من الله الآب والله الابن[3] إلى أن يصبح هو أيضاً مُولِّد للحب، يمنحه لله الآب ولله الابن، وهو أيضاً يستقبله من الله الآب والله الابن. لأنه هو أيضاً كلّه حب، كما الله الآب والله الابن، وبهذا التشبيه يظهر مثلث الكمال دفع الحب واستقباله من كل أقنوم إلى آخر وبشكل متبادل. "سنرمز إلى ذلك بوضع سهم يتجه من أقنوم إلى آخر، كتعبير عن حركة الحب المتبادل بينهم".
الله الابن
الله الآب
الله الروح
وحدانية الله
الله الابن
الله الآب
الله الروح
قد يكون هذا التصور غير مقبول، ليعبّر عن سر الله. فرسمي مازال قاصراً عن شرح كون الله واحد. هؤلاء ليسوا ثلاثة أشخاص يجتمعون عرضياً معاً، كما لو أمكننا الفصل بينهم. فبقدر الإمكان يجب أن نميز بينهم مع عدم الانجراف في القول بأنهم ثلاثة آلهة، إذ أنهم اله واحد في جوهر الله، أي أن الله ثلاثة أشخاص وإله واحد. "نحن نؤمن بإله واحد، وليس وحيد. نؤمن بوحدانية الله، وليس بوحدته"."سنرمز إلى ذلك بوضع الثلاث دوائر السابقة بدائرة واحدة".
سنبدأ الآن أن نفهم بالتدريج ...يوجد بالله حياة دائمة، وحب دائم ديناميكي منظم. إذ يتدفق هذا الحب ّمن الله الآب لله الابن ولله الروح القدس، ومن الله الابن لله الآب ولله الروح القدس، ومن الله الروح القدس لله الآب ولله الابن. وهنا نفهم بوضوح قول يوحنا إذ يقول: "الله محبّة"، فلم يقل إن الله يملك محبّة، بل قال: "الله محبةّ" لأنه كلّه محبّة. وهنا نفهم ماهية الكمال الإلهي والذي يرمز إليه بشكل مثلث متساوي الأضلاع بالأيقونات"سنرمز إلى ذلك بوضع مثلث يرمز للكمال الإلهي بدلاً من الدوائر الثلاثة داخل الدائرة الكبيرة[4]".
الله محبّة وأستطيع القول أيضاً أن الله كله عطاء وأخذ. فهو المشاركة التامة المتواصلة. فهو لا يشارك بجزء قليل من نفسه، لكنه يشارك بذاته كلية وبتواصل فهو العطاء التام المتبادل بين ثلاثة أشخاص. وهنا نفهم أن الله جماعة أي أنه عطاء وأخذ تام، ومشاركة تامة، ومحبّة تامة، ووحدة تامة.
اشتراكنا في حياة الثالوث القدوس
حيث أن الله كلّه حبّ ومشاركة مطلقة فهو يريد الحياة الجماعية إن تنتشر إلى باقي مخلوقاته، وبما أن الإنسان هو أعظم مخلوقات الله، بالتالي لا نستغرب بأن يحاكي الإنسان حياة شركة الله أكثر من باقي المخلوقات، لأن لدى الإنسان المقدرة والمعرفة والفهم لأن يحبّ، وعليه أن يعرف أن حبّه مثل مرآة لحياة الله الجماعية.
وهنا يمكنا إن نجاوب على السؤال المطروح، لماذا دائماً ما نعيش في مجتمعات ومجموعات مسيحية صغيرة، وعائلات وأسر؟ ما الذي يدفعنا ويحفزنا لتلك التجمعات؟
إن المنبع والأصل العميق ومنشأ حياتنا الاجتماعية يأتي من الحياة الجماعية بالله. من الممكن أن يفتح مجالاً للصلاة الطويلة العفوية ، أو القراءة، أو المناقشة والحوار حول هذين النصين (1يو4/ 7- 13)، (يو1/ 1- 14).
الاب/ مجدي فوزي
[1] ترمز الدائرة إلى سرمدية الله، فحيث أنه ليس للدائرة بداية أو نهاية، كما الله الأبدي الأزلي.
[2] راجع "أنا الرب إلهك…لا يكن لك ألهة آخرى تجاهي. لا تصنع لك منحوتاً ولا صورة شيءمما في السماء من فوق، ولا مما في الأرض من أسفل، ولا مما في المياه من تحت الأرض، لا تسجد لها ولا تعبدها...". (خر20/ 2- 5)، (تث5/ 6).
[3]
[4] يرمز المثلث المتساوي الأضلاع إلى الكمال الإلهي، فكما أن المثلث المتساوي الأضلاع متكامل، كذلك يكمل الثالوث القدوس المتساوي أحدهم الآخر.