التثبيت
أن الحياة المسيحية التي تنشأ في المعمودية ، على غرار كل حياة، يجب ان تنمووتنضج. ومسيرة النمو هذه هي ثمرة نعمة الله. وسر التثبيت هو الذي يعمل خصوصا على تقوية المعمودية واكمالها. وهذا السر، وان كان سرا خاصا، فهو مع ذلك مرتبط ارتباطا وثيقا بالمعمودية، وعليه ان يوسع ما وضعت المعمودية اساسه ويقويه ويكمله. وقد أوضح المجمع الفاتيكاني الثاني (1962- 1965) مجداً هذا الارتباط الحميم بين المعمودية والتثبيت والافخارستيا بفعل كونها اسرار التنشئة الثلاثة (المدخل الى الحياة المسيحية) ( را:ل71).
المعمودية عينها تهبنا الروح القدس. وبذلك تقوم حياتنا المسيحية كلها منذ بدايتها في ظل روح الله . والعهد الجديد نفسه يشير الى احدى السبل لمنح الروح القدس بوضع اليد.
فيروي سفر أعمال الرسل الحدث الآتي:
" لما سمع الرسل الذين في اورشليم ان السامرة قد قبلت كلمة الله، ارسلوا اليهم بطرس ويوحنا، فانحدرا وصليا لاجلهم لكي ينالوا الروح القدس، اذ لك يكن بعد قد حلّ على احد منهم، بل كانوا قد اعتمدوا فقط باسم الرب يسوع. عندئذ وضعا ايديهما عليهم فنالوا الروح القدس " (أع8: 14-17، را:19: 6، عب 6: 2).
يتضمن هذا النص أمرين: بوضع ايدي الرسل اتصلت جماعة السامرة المستقلة على نحو ما اتصالا أوثق بكنيسة اورشليم، مركز الوحدة. وفي الوقت عينه مُنح المسيحيون العائشون هناك على نحو خاص مواهب الروح القدس. ولهذا يظهر سببان لهما اهمية كبيرة بالنسبة الى سر التثبيت: الارتباط الحميم بالكنيسة، والتقوية بقدرة الروح القدس .
ان علامة التثبيت قد تغيرت كثيرا في التاريخ، لكن معناه بقي ثابتا وهو منح الروح القدس. في التجديد الاسراري للتثبيت، الذي حصل بدفع من الكجمع الاخير على يد البابا بولس السادس سنة 1971، اعلن ان التثبيت يُعطى بمسحة الميرون على الجبين مع وضع اليد. وتقال الكلمات التالية: " تقبّل ختم موهبة الله، الروح القدس ".
المسحة بالزيت علامة قديمة. وهي لا تعني التطهير والتقوية وحسب، بل تدل ايضا على منح السلطة، فتهب القوة والسلطان والبهاء. وهي ممارسة قديمة نجدها لدى تكريس الملوك والكهنة (را: 2صم2: 4، 7، 5: 3، 17 الخ). في هذا المعنى يسوع هو المسيح، اي الممسوح من الروح القدس. فالتثبيت يشارك المسيحيون، اي الممسوحون، مشاركة كاملة يسوع المسيح في سلطانه الملكي والكهنوتي وفي ملء الروح الماسيوي الذي يملكه. اما وضع اليد فيعني الامتلاك وفي الوقت عينه البركة ومنح السلطة. وهو يعلن ان المثبت يصير بكامله للمسيح وللكنيسة، وان مسؤولية تلقى في الوقت عينه على عاتقه، قوامها العمل بقدرة الروح القدس، كشاهد ليسوع المسيح، على نشر الايمان والدفاع عنه بالقول والعمل، والاسهام على هذا النحو في بنيان جسد المسيح، اي الكنيسة، ونموها.
ومن ثم تشير علامة التثبيت الى موهبة النعمة التي يمنحها السر. فالتثبيت يجعلنا نشترك اشتراكا اشد كثافة في رسالة يسوع المسيح ورسالة الكنيسة. فيقيمنا شهودا علنيين للايمان ويرسلنا للعمل المسؤول في الكنيسة. وبما ان هذا يتم مرة بنحو نهائي كما في المعمودية، فالتثبيت ايضا يطبع في النفس ختما روحيا لايمحى، وهو وسم التثبيت، كعلامة دائمة تدل على ان يسوع المسيح قد اتخذنا لخدمته. لذلك لايجوز تقبل سر التثبيت الا مرة واحدة، على غرار سر المعمودية (را: دنتسنغر 1609).
ان موهبة الروح القدس في سر التثبيت تعبر عنها صلاة، هي جزء من رتبة الطقس الكاملة، يتلوها الاسقف وهو باسط يديه قبل وضع اليد والمسحة بالميرون، وتتضمن توضيحا لمفهوم السر الشامل: " ايها الاله القدير، يا أبا ربنا يسوع المسيح، لقد حررت هؤلاء المسيحيين في المعمودية من ذنب ادم، ومنحتم بالماء والروح القدس حياة جديدة. نطلب اليك ان ترسل عليهم الروح القدس، ليكون لهم عونا. اعطهم روح الحكمة والفهم والمشورة والمعرفة والقوة ،روح التقوى ومخافة الله، بربنا يسوع المسيح ". استنادا الى ملء المواهب الروحية هذا استخلص تقليد الكنيسة ان " الروح القدس، بالتثبيت، يعطى للتقوية... لكي يعترف المسيحي بأسم المسيح بشجاعة " (دنتسينغر 1319). الروح القدس يجعل المثبت اكثر تشبها بيسوع المسيح، ويقويه ليكون شاهدا ليسوع المسيح من أجل بناء جسده في الايمان و الرجاء والمحبة. ومن ثم فالتثبيت هو امتداد، وتقوية، وكمال للروح القدس الذي يمنح بالمعمودية، وذلك بالارتباط مع الرسالة للالتزام المسؤول في الكنيسة لخدمة الناس.
ان خادم سر التثبيت الاصيل هو الاسقف (را: ك26). ومنح التثبيت من قبل الاسقف الحاصل على ملء الكهنوت في الكنيسة يبين ايضا الارتباط الوثيق بين المثبت والكنيسة، والمسؤولية التي يضطلع بها المثبت للشهادة ليسوع المسيح في الكنيسة ومن اجل الكنيسة. وعندما لا يستطيع الاسقف، بسبب حجم الابرشية، ان يحضر مرارا الى كل من الرعايا، يستطيع كاهن، يكون عادة ممن يعملون الى جانب الاسقف، ان يمنح التثبيت في المسؤولية عن الابرشية وعن الكنيسة الجامعة. اما ان وقع شخص معمد وغير مثبت في خطر الموت، فيستطيع خوري الرعية او اي كاهن اخر، بل يجب عليه، ان يمنحه سر التثبيت. وينطبق هذا ايضا على الكاهن الذي يعمد شخصا بالغا او يقبل في كمال شركة الكنيسة الكاثوليكية شخصا معمدا.
أن الحياة المسيحية التي تنشأ في المعمودية ، على غرار كل حياة، يجب ان تنمووتنضج. ومسيرة النمو هذه هي ثمرة نعمة الله. وسر التثبيت هو الذي يعمل خصوصا على تقوية المعمودية واكمالها. وهذا السر، وان كان سرا خاصا، فهو مع ذلك مرتبط ارتباطا وثيقا بالمعمودية، وعليه ان يوسع ما وضعت المعمودية اساسه ويقويه ويكمله. وقد أوضح المجمع الفاتيكاني الثاني (1962- 1965) مجداً هذا الارتباط الحميم بين المعمودية والتثبيت والافخارستيا بفعل كونها اسرار التنشئة الثلاثة (المدخل الى الحياة المسيحية) ( را:ل71).
المعمودية عينها تهبنا الروح القدس. وبذلك تقوم حياتنا المسيحية كلها منذ بدايتها في ظل روح الله . والعهد الجديد نفسه يشير الى احدى السبل لمنح الروح القدس بوضع اليد.
فيروي سفر أعمال الرسل الحدث الآتي:
" لما سمع الرسل الذين في اورشليم ان السامرة قد قبلت كلمة الله، ارسلوا اليهم بطرس ويوحنا، فانحدرا وصليا لاجلهم لكي ينالوا الروح القدس، اذ لك يكن بعد قد حلّ على احد منهم، بل كانوا قد اعتمدوا فقط باسم الرب يسوع. عندئذ وضعا ايديهما عليهم فنالوا الروح القدس " (أع8: 14-17، را:19: 6، عب 6: 2).
يتضمن هذا النص أمرين: بوضع ايدي الرسل اتصلت جماعة السامرة المستقلة على نحو ما اتصالا أوثق بكنيسة اورشليم، مركز الوحدة. وفي الوقت عينه مُنح المسيحيون العائشون هناك على نحو خاص مواهب الروح القدس. ولهذا يظهر سببان لهما اهمية كبيرة بالنسبة الى سر التثبيت: الارتباط الحميم بالكنيسة، والتقوية بقدرة الروح القدس .
ان علامة التثبيت قد تغيرت كثيرا في التاريخ، لكن معناه بقي ثابتا وهو منح الروح القدس. في التجديد الاسراري للتثبيت، الذي حصل بدفع من الكجمع الاخير على يد البابا بولس السادس سنة 1971، اعلن ان التثبيت يُعطى بمسحة الميرون على الجبين مع وضع اليد. وتقال الكلمات التالية: " تقبّل ختم موهبة الله، الروح القدس ".
المسحة بالزيت علامة قديمة. وهي لا تعني التطهير والتقوية وحسب، بل تدل ايضا على منح السلطة، فتهب القوة والسلطان والبهاء. وهي ممارسة قديمة نجدها لدى تكريس الملوك والكهنة (را: 2صم2: 4، 7، 5: 3، 17 الخ). في هذا المعنى يسوع هو المسيح، اي الممسوح من الروح القدس. فالتثبيت يشارك المسيحيون، اي الممسوحون، مشاركة كاملة يسوع المسيح في سلطانه الملكي والكهنوتي وفي ملء الروح الماسيوي الذي يملكه. اما وضع اليد فيعني الامتلاك وفي الوقت عينه البركة ومنح السلطة. وهو يعلن ان المثبت يصير بكامله للمسيح وللكنيسة، وان مسؤولية تلقى في الوقت عينه على عاتقه، قوامها العمل بقدرة الروح القدس، كشاهد ليسوع المسيح، على نشر الايمان والدفاع عنه بالقول والعمل، والاسهام على هذا النحو في بنيان جسد المسيح، اي الكنيسة، ونموها.
ومن ثم تشير علامة التثبيت الى موهبة النعمة التي يمنحها السر. فالتثبيت يجعلنا نشترك اشتراكا اشد كثافة في رسالة يسوع المسيح ورسالة الكنيسة. فيقيمنا شهودا علنيين للايمان ويرسلنا للعمل المسؤول في الكنيسة. وبما ان هذا يتم مرة بنحو نهائي كما في المعمودية، فالتثبيت ايضا يطبع في النفس ختما روحيا لايمحى، وهو وسم التثبيت، كعلامة دائمة تدل على ان يسوع المسيح قد اتخذنا لخدمته. لذلك لايجوز تقبل سر التثبيت الا مرة واحدة، على غرار سر المعمودية (را: دنتسنغر 1609).
ان موهبة الروح القدس في سر التثبيت تعبر عنها صلاة، هي جزء من رتبة الطقس الكاملة، يتلوها الاسقف وهو باسط يديه قبل وضع اليد والمسحة بالميرون، وتتضمن توضيحا لمفهوم السر الشامل: " ايها الاله القدير، يا أبا ربنا يسوع المسيح، لقد حررت هؤلاء المسيحيين في المعمودية من ذنب ادم، ومنحتم بالماء والروح القدس حياة جديدة. نطلب اليك ان ترسل عليهم الروح القدس، ليكون لهم عونا. اعطهم روح الحكمة والفهم والمشورة والمعرفة والقوة ،روح التقوى ومخافة الله، بربنا يسوع المسيح ". استنادا الى ملء المواهب الروحية هذا استخلص تقليد الكنيسة ان " الروح القدس، بالتثبيت، يعطى للتقوية... لكي يعترف المسيحي بأسم المسيح بشجاعة " (دنتسينغر 1319). الروح القدس يجعل المثبت اكثر تشبها بيسوع المسيح، ويقويه ليكون شاهدا ليسوع المسيح من أجل بناء جسده في الايمان و الرجاء والمحبة. ومن ثم فالتثبيت هو امتداد، وتقوية، وكمال للروح القدس الذي يمنح بالمعمودية، وذلك بالارتباط مع الرسالة للالتزام المسؤول في الكنيسة لخدمة الناس.
ان خادم سر التثبيت الاصيل هو الاسقف (را: ك26). ومنح التثبيت من قبل الاسقف الحاصل على ملء الكهنوت في الكنيسة يبين ايضا الارتباط الوثيق بين المثبت والكنيسة، والمسؤولية التي يضطلع بها المثبت للشهادة ليسوع المسيح في الكنيسة ومن اجل الكنيسة. وعندما لا يستطيع الاسقف، بسبب حجم الابرشية، ان يحضر مرارا الى كل من الرعايا، يستطيع كاهن، يكون عادة ممن يعملون الى جانب الاسقف، ان يمنح التثبيت في المسؤولية عن الابرشية وعن الكنيسة الجامعة. اما ان وقع شخص معمد وغير مثبت في خطر الموت، فيستطيع خوري الرعية او اي كاهن اخر، بل يجب عليه، ان يمنحه سر التثبيت. وينطبق هذا ايضا على الكاهن الذي يعمد شخصا بالغا او يقبل في كمال شركة الكنيسة الكاثوليكية شخصا معمدا.